١٤ نيسان، ٢٠١١

رواية الطيب تيزيني عن اعتقاله

كانت الدعوة للنزول إلى «اعتصام الداخلية» قد برزت على أساس المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين وسجناء الرأي والضمير. وقد التقت جموع من النساء والأطفال والشباب أمام بناء وزارة الداخلية في ساحة المرجة بدمشق.


 وقد تجولتُ في هذه الساحة، فلفت نظري تجمع نسائ...ي يهتف بشعارات تتصل بحقوق الإنسان وبضرورة الإفراج عن سجناء يخصّون ذلك التجمع النسائي.


 أما الأمر الثاني فتمثل في ما يمثل «معركة كاميرات» يحملها ويصورون بها التجمعات القائمة في ساحة الحرية المذكورة. وكان هنالك حركة كرّ وفرّ بين رجال أمن يحملون هراوات وبين أفراد التجمعات المذكورة. ومما شاهدته هناك شاباً يحمل آلة تصوير صوّر بها من كان قريباً منه. وبلحظة توقف الشاب عن التصوير، واتجه للهروب باتجاه بناية مقابلة دخل فيها، فلحق به عدد من رجال الهراوات ووصلوا إلى الطابق الرابع – كما سمعت منهم – وأمسكوا بالشاب وأنزلوه إلى الشارع، حيث وُضع مع آخرين في سيارة انطلقت خارج الساحة. وكان قد نشأ هرج ومرج بين المتظاهرين ورجال الأمن.


 وأخيراً كان الأمر الثالث، الذي تمثل بحضور التجمع النسائي بألبسة سوداء. أما ما لفت نظري في هذه الحال، وأحدث فيَّ حالة من الأسى والاستفزاز، فكان مشهداً مرعباً تمثل بامرأة وطفلة في حدود العاشرة. أما المرأة فقد جُرّت من يدها الأولى، في حين كانت الطفلة (ولعلها ابنة تلك) قد تعلّقت بيد أمها الثانية. وكان المشهد مهولاً،


فخاطبت رجال الأمن الثلاثة أنْ دعوا الأم وابنتها، فقد يأتيكم يوم تجرّون فيه هكذا. ولاحظت أنهم انفجروا غيظاً مني فقدِم اثنان قريبان مني، فصاروا مع واحد ثالث ثلاثة رجال. ومن هؤلاء الثلاثة أخذ اثنان بيديّ الاثنتين. أما الرجل الثالث فقد انهال على رأسي من الخلف وعلى ظهري ضرباً، ثم اقتادوني إلى سيارة قريبة. دخلت هذه الأخيرة، فوجدت فيها امرأة شابة تشدّ من شعرها (الأسود اللون)، وهم يشتمونها، ففهمت أنها محامية.


 إضافة إلى هذه الأخيرة كانت هنالك امرأة مع بنت لها، إضافة إلى ابن لها، فهمت أنه طالب طبّ وأن أمه طبيبة، وأن زوج المرأة أب الابن مسجون في سجن تابع لوزارة الداخلية.


وفي فرع الأمن الذي أُدخلت إليه مع آخرين «اكتُشف أمري» من قبل ضابط أمن. وعلم آخرون بذلك من خارج الفرع. فكان أن أُمر الإفراج عني، في حين بقي آخرون في الفرع إلى وقت أخر لاحق وبعد أيام. وفي أثناء خروجي من فرع «مخابرات المنطقة» قال لي مديره العميد: نعتذر لك يا دكتور، ولا تؤاخذنا! أجبته: لست بحاجة إلى اعتذاركم! 


منقول من السفير الثقافي






تعلق هيلين من منتدى امارتا على الرواية قائلة..


هل اصبحت القضية عند البعض مسالة عواطف كون الشعب السوري شعب مسالم و ودود وكونه شعب عاطفي فإما ان نردد منحبك منحبك ....

او نتحول لكارهين .. اعداء للوطن وعملاء مأجورين مشاريع فتنة تنفذلمصالح خارجية 

هل اصبحت قضية المواطنة والوطن تعتمد على مشاعرنا تجاه شخص معين ...كائناً من كان .هل تحول الوطن لقضايا شخصية 

أين هي الروح الجديدة التي ستغير نهج السياسة الداخلية .مارأيناه من ايام ماهو الا اعادة سيناريوهات قديمة اللهم باسلوب متطور وشبابي اكثر ...فبدلا من مجزرة بيوم واحد ووئد الصوت بمكان واحد تكون على عدة ايام وباماكن مختلفة وباساليب مختلفة. 

انا اسال عمن قتل ... ...عمن اعتقل ...عمن اصدر اوامره بإرهاب المواطنين... عن الكائنات الفضائية والملثمين من جابوا الشوارع ليقتلوا المتظاهرين ..هل انا مجبرة بمحبة هؤلاء ايضاً...عمن يزرع يعقول الناس ان الحركة السلفية جاءت لتعصف بنا..

فأكون امام خيارين إما حكم وهابي أرفضه أو حكم عسكري امقته...

فأصمت ؟!!...مجبرا أخاك لابطل ...
ريثما يفهم شعبي أني مواطنة حرة اريد العيش بمجتمع مدني استطيع أن اكتب فيه هذه الكلمات وانا مطمئنة.

هناك تعليق واحد:

  1. أهلا وسهلا.. الحقيقة أن المدونة هي جزء من نشاطات منتدى امارتا الذي تم تهكيره من قبل بعض من أرداو اسكات الاصوات الحرة..

    www.amarta-sy.com

    ردحذف