ربما كان يجب أن يرافق عرض هذه الحالة بعض الحديث عن الصحافة الصفراء و الفضائحية التي لا تبحث إلا عن تحريك الغرائز و الفضول المرضي لدى الناس لكسب زوار و قرّاء لمواقعها و صفحاتها, لكن تكرار هكذا حالات بشكل متواصل يجعل إعادة الحديث عن نفس النقاط مملاً بعض الشيء


الخبر:
وفاة طفل في الخامسة من العمر إثر سقوطه في حفرة صرف صحي "مكشوفة" في حلب (موقع عكس السير)

خبر محلي مؤسف بوفاة طفل في حادث, و هناك على ما يبدو عنصر إهمال تسبب في هذا الحادث من حيث وجود حفرة صرف صحي مكشوفة. إلى هنا لا شيء خطأ, الخبر قد يتكرر عشرات المرات كل شهر في صحف جميع أنحاء العالم.

السؤال هو: ما هو المبرر الإعلامي و الأخلاقي لنشر صورة جثة الطفل (حتى لو تمت تغطية ملامحه)؟ ألم يكن من المنطقي أن تنشر صورة مكان الحادث كي يكون في هذا النشر تأدية لواجب الصحافة و هي الإشارة إلى موطن الخطأ لإصلاحه؟ هل نشر صورة جثة طفل بهذا الشكل السادي الصفراوي أهم من نشر صورة مكان الحادث للتأكيد على عنصر الإهمال و البحث عن حلّه لضمان عدم تكرار الفاجعة؟

هناك عشرات الأخبار من هذا النوع كل يوم.. تارةً لا يتورعون عن نشر صورة طفلة تعرّضت للاغتصاب رغم أنه لا يجوز قانوناً نشر صورة قاصر و خصوصاً في هكذا ظرف حيث أن الجزء الأكبر من علاج الطفلة النفسي يكمن في حمايتها من أن تشعر بأنها "كائن غريب" بعد ما حصل لها.. تارةً ينشرون صور جثة مولود حديث ولد مشوّهاً (الحالة قد تكون نادرة, لكن هناك حالات طبية أكثر ندرة و تحدث دون أي تغطية إعلامية.. الخبر هنا كان فقط سادية مشاهدة صورة المولود المشوّه).

أشعر أحياناً بالغثيان عندما أقرأ بعض التعليقات على الأخبار (يمكنكم الاطلاع على تعليقات الخبر المنشور أعلاه كمثال).. لكن أليس من الأولى الإشارة إلى سوء تصرّف من يفترض أنهم صنّاع رأي و أنهم السلطة الرابعة دولة ديمقراطية مفترضة؟