" نحنُ مَجانين إذا لم نسّتطع أن نـُفكر
وَ مُتعصِّبون إذا لم نـُرد أن نـُفكر
وَ عبيدٌ إذا لم نجرؤ أن نـُفكر "
أفلاطون
مُنذ نعومةِ أظفاري كانت أسئلتي الكثيرة تثيرُ الآخرينَ مِن حَولي
لماذا انقرضت الديناصورات وَ البَشرُ لم يَنقرضون ؟
لماذا يموتُ البشر وَ أين يذهبون ؟
هل الله يراني وَ كيفَ يرى جميع البشر في الوقتِ نفسه ؟
كُنتُ غالباً لا أقتنعُ بتلكَ الإجابات المُتشابهة وَ قصص جهنم وبئسَّ المصير
وَ هذا الذي دفعني للولوجِ إلى بحورِ اللغة وَ التاريخِ وَ الفلسفة
كُنتُ وَ مازلتُ غريباً عَن مُجتمعي المُحيط
مما دفع عائلتي وَ أحياناً أصدقائي إلى النفور مِني
فحينما أبادرُ بالأسئلة التي تلجمُ أسلنتهم في حين
وَ تـُحركَ عقولهم البائسة في حينٍ آخر
يدعونَ لي " أن يُهديني الرب إلى الطريقِ الصحيح "
وَ لا يعلمونَ أنني أنا الذي أدعوهم للطريق الصحيح من خلال استخدام " العقل "
أكثرُ ما يُزعِجهم هوَ عِندما أقول لهم
" أنتم عبيدُ شَهواتكم وَ لا تختلفونَ عن سائرِ المخلوقات شيئا "
" أنتم لا تحكمونَ على الأشياء بعقيدة الشك
و لا تتركون لعقولكم حيزاً من التفكير الحر وَ التحليل المَنطقي "
فالشك هوَ التأمل في شَيئين لا يَميلُ فيهما القلب إلى الآخر
لو افترضنا مَثلاً أن هناك ثلاثة أخوة :
أرسلنا أحدهم إلى الفاتيكان ليصبح رجل دين
والآخر إلى الأزهر ليصبح عالم دين
والثالث إلى تل أبيب ليصبح حاخاماً
ثم جئنا بهم بعد عشرين عاماً وَ جمعناهم فيما بينهم
لرأينا أنَ كُل واحدٍ فيهم يظنُ أن دينه دينُ الحَق وَ أنهُ هُوَ مالكُ الحقيقة
وَ يدعو الآخرين بالهداية والصلاح بالحجج العقيلة والبراهين الحسية والتاريخية
فمَن يَملك الحقيقة ؟
" مَن لم يَشك لم يَنظر وَ مَن لم يَنظر لم يُبصر
وَ من لم يُبصر يَبقى فِي العَمى وَ الضلال "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق