٠٩ تشرين الثاني، ٢٠١٠

معجم في قرى دمشق

ضرب الحوطة على جميعِ الغوطة

عثرتُ في أثناءِ مطالعاتي اليومَ، على مقالٍ ظريفٍ كتبَه حبيب زيّات في مجلّته "الخزانة الشرقيّة"، وفيه نشرَ رسالةً لشمسِ الدّين محمّدٍ بن طولون الصّالحيّ الدمشقيّ (1475 – 1546) في دمشقَ وغوطتها وقراها تُدعى "ضرب الحوطة على جميع الغوطة". ولكثرة أسماء القرى (التي صارَ بعضُها اليومَ مدنًا صغيرة في ضواحي دمشق، وبعضُها الآخر حيًّا من أحيائها، فتأمّل!) شئتُ أن أنقلَها إليكم يا أصدقائي، ففيها من المتعة والفائدة ما تجلون به نواظركم، وتستلذُّ به عقولُكم، وإنّي بهذا أذكرُ أهلَ الشّام الذين يحيون فيها وقد لا يلتفتون، لكثرة المشاغل والأعمال، إلى تفاصيلَ معيّنة في مدينتهم، جاءت في هذه الرّسالة لابن طولون.

ففي إحدى خزائن الكتبِ في جامعة لايدن – هولندا، عثرَ المؤرّخ حبيب زيّات على مخطوطةٍ وردت ضمن مجموعٍ لأمين المدنيّ يشتملُ على ثمانية عشر مؤلَّفًا، منها خمسة عشر لابن طولون، وهي بقلمِه ولا تاريخَ لكتابتِها. تبلغْ سبعَ صفحاتٍ وخمسة أسطر وكلمتين، في كلِّ صفحةٍ منها 22 أو 23 سطرًا نسّق فيها ابنُ طولون قرى الغوطة مرتّبةً على حروف المعجم، ومن ثمَّ نشرها الزيّات في الجزء الأوّل من السنةِ الأولى من مجلّته "الخزانة الشرقيّة" التي أشرنا إليها آنفًا (12 تمّوز 1936)، وهي تقعُ بين الصّفحات 39 – 51. سأكتفي بنقل معجم القرى لأهميّته غافلاً الصّفحات الأولى، ومن أرادَ مراجعتها فليعدْ إلى المقال نفسِه! وكلّ مرّة ستحفل بحرفٍ من حروف الأبجديّة أو أكثر تبعًا للمادّة نفسِها، وقد وضعتُ طائفةً من الحركات والهمزات تسهيلاً للقراءة.

حرفُ الألفِ

ارزونا: وهيَ قريةٌ تحتَ القابون التحتانيّ، وهيَ متوسّطةٌ، لها جامعٌ ومأذنة، وشربُها من نهرِ ثورا، وهي أملاكٌ لناسٍ مختلفين، وقعَ بها تحديثٌ بأجزاء، وخرجَ منها جماعةٌ من العلماءِ وأهلِ الحديثِ.

الافتريس: وهيَ قريةٌ بقربِ جسرين، وهيَ متوسّطةٌ، وشربُها من نهرِ داعية.

ارزة: وهي قريةٌ أدركتُ بعضَ بيوتٍ بها، ولي الآنَ بها بيتٌ بجنينة، وأدركتُ جامعَها بمأذنة عندَ قبور الشّهدا، ولها حدودٌ في ديوان الجيش، وشربُها مِن نهرِ ثورا.

حرف الباء

البويضة: وهيَ بَلدةٌ كبيرة قبليّ دمشقَ بجامعٍ ومأذنةٍ، وكانَ لنا بها عشرُ... (هكذا وردَ النصّ).

البحدليّة: وهيَ قريةٌ جامعةٌ تحتَ يلدا، وبها جامعٌ، وهيَ وقفٌ على بيمارستان الصّالحيّة القيمريّ.

بيت رانس: وهيَ قريةٌ تحتَ مدينةِ دمشقَ من جهةِ القبلة.

بيت سحم: وهيَ قريةٌ بالقربِ من عقربا وبها قطعُ وقفٍ على جماعةِ الحنابلة.

بيت الالهة: هيَ حارةٌ مِن دمشقَ شرقيها، وبها جامع مبارك أدركتُ خطيبَه صاحبَنا الفاضل بدرَ الدّينِ حسن البيت ليدي الحنبليّ، والآن قد خرب. وللنّاسِ فيه اعتقادٌ كثيرٌ. وعليها بساتين وأراضي كثيرة، وقعَ بها حديثٌ كثيرٌ. وآخرُ مَن حدّثَ بها شيخُنا المحيويّ النعيميّ، وخرجَ منها جماعةٌ مِن أهلِ الحديثِ.

بيت ابيات: حارةٌ كانت غربيَّ الصّالحيّة، وقدْ خربتْ الحارةُ ولم يبقَ منها غيرُ مسجدٍ والطّاحون، ثُمَّ خربَ المسجدُ ووقعَ بها حديثٌ كثيرٌ وفيها كانَ جماعةٌ مِن أهلِ الحديثِ.

برزة: وهيَ قريةٌ شرقيُّ الصّالحيّة في الجبلِ، بها مقامُ إبرهيم يُقالُ إنّه وُلدَ فيهِ، وقيلَ بل اختبأَ فيه، وقيلَ بل صلّى فيه، وقَدْ أفردتُ لما وردَ فيه جزءًا. وماؤها مِن أحسن مياهِ دمشقَ يأتي مِن وادي الجوز وإليها يُنسبُ نوعٌ مِن التّين الشتويّ هوَ أجودُ أنواعِه. وقعَ بها حديثٌ كثيرٌ مِن جماعةٍ مِن الحفّاظ وغيرِهم، وقد حدثتُ بها مرارًا. وكانَ بها من له سماع فيه، وأمّ بجامعِها وله مأذنة.

بالا: وهيَ قريةٌ تحتَ المنيحة، وهيَ قريةٌ حسنةٌ كثيرةُ المُغَلّ، وفيها حصّة وقف على الجوزيّة وقف على الحنابلة إمّا ربع أو نحوه.

برنايا: وهيَ قريةٌ خرابٌ فوق سقبا، وقف.

بيت نايم: وهيَ قريةٌ تحتَ جسرين كبيرة وقف وهيَ مِن جملةِ حساب المرج وهيَ أوّل قراه.

بيت سوا: وهيَ قريةٌ متوسّطةٌ، وقعَ بها تحديثٌ ببعضِ الأجزاء.

البُريّة: وهيَ قريةٌ في المرجِ الشرقيِّ وهيَ حصصٌ وغالبُها وقفٌ، ومنها حصّةٌ موقوفةٌ على جامعِ الحنابلة.
                                                                                                                    سيمون
بقية المعجم هون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق