..عندما كنتُ طفلاً

كنتُ طالباً كسولاً لا يُحبُ المدرسة وَ لا المُدرسين وَ لا المُديرة

كما أنني كنت لا أحب أن أشاركُ زملائي في المناقشة أو " تسميع الدرس "

حتى جاء يومٌ وَ أوقفني أستاذ اللغة وَ قال لي أمامَ الزملاء :

" أشعرُ بأنك تلميذ ٌ جيد "

لم أكن أعلم أن هذهِ الجملة قد تغير نظرتي تجاه المدرسة وَ المدرسين

بل وَ تغير مسار حياتي

فمن يومها وَ أعشقُ اللغة وَ اهتم بها جداً

" حتى أنني أكتب وَ أتكلم بالفصحى بطلاقة مملة بالنسبة للآخرين "

كبرتُ وَ كبرت مدراكي معي وَ عرفتُ أن سبب تغير مسار حياتي هو " فن الايحاء "

فمجرد أن قالَ لي مُعلمُ اللغة " أنتَ جيد وَ أمام الطلاب كلهم "

وَ كأنه نومني مغناطيسياً وَ اخترق اللاوعي لدي

وَ زرعَ فكرة في رأسي " أنني جيد "

فبتُ أقول في نفسي .. نعم أنا جيد .. أنا جيد

قصتي هذهِ لاتعبر عني فقط بل تعبر عن آخرين مثلي


يقولون مثلاً :


هذه الجملة قد غيرت مسار حياتي

هذا الصديق غيرني تماماً ... أفكاره أقنعتني تماماً

هذا القس أو الخطيب قد أثر بي لقد غير حياتي .. جعلني مؤمناً

هذا المحاضر أذهلني وَ بت أفتش عن أبحاثه

حتى أني أحببت اختصاصه فدرسته .. غيرَّ حياتي

كل هذهِ الجمل قد استعملها البشر من شدة تأثرهم بإيحاءِ الآخرين

مِن هنا نستنتج أن تعريف الايحاء هوَ :


جُملة مرتبة أو كلمة قوية مُحفزة تصل إلى اللاوعي وَ تخزن فيه

فيقوم اللاوعي بتفيذها وَ يعمل على تأثيرها


.

.


فقط أريدُ مِنكم الآن أن تسألوا أنفسكم ما الذي استفدتم بهِ اليوم مِن هذا الموضوع ؟


أنتم جيدون ,.